بقلم / مجاهد منعثر منشد
سلوكيات يأبى الضمير قبولها, لعل رفضها السبب الرئيس لغلق غرف التفكير في الدماغ مما يؤدي لكثرة النسيان.
في العهود السابقة لم تكن الحياة مثالية لدرجة كاملة كلا كانت الأخلاق مختلفة عن الأن , بل تكاد لا ترى ما نراه اليوم من أزمة الثقة !
والمسألة في الماضي لا تنحصر بالالتزام الديني ,إنما صادفنا الكثير من الناس سواء من ديانات سماوية أخرى أو ما نعتنقه من طائفة , هؤلاء لم يرتدوا غطاء الدين وربما لايؤدون الواجب الديني تجاه خالقهم, إلا أنهم يحملون الأخلاق والإنسانية معا وأغلبهم بدون ثقافة عالية .
أما حقبتنا هذه فالتنوع وازدواج الشخصية شاع لدرجة مخيفة ممن يحملون الثقافات العالية أو الدينية , وينصب الهدف بجمع المال وبأية طريقة كانت مع تحقيق الرغبات الشخصية الشاذة .
إن عملية التمثيل الآلية الرئيسة لتحقيق الأهداف , وهي سَلم جاهز للصعود أو التسلق على أكتافك بما يقدمه من صورة زائفة عن نفسه!
والكبائر ترتكب, اغتصاب حق القريب والبعيد , علاقات غير شرعية ,خيانة زوجية , شذوذ جنسي، زنا المحارم , نصب واحتيال , خمر ومخدرات تعاطي وتجارة , رشوة , انتحار وغيرها من الرذائل التي أصبحت عادية جدا ,وكأنها عادات وتقاليد المجتمع المتحضر الجديد.
هذا الانهيار من اسبابه فساد الساسة والدور الاستراتيجي الذي تلعبه بعض الدول من أجل مصالح بلادها, لكن وقائع التاريخ السابقة تفرض نفسه بالاستذكار.
مر العراق بظرف يكاد يكون مشابه لهذا العصر مع الاختلاف في بعض المتغيرات, وما أقصده ظرف الحصار الذي جر البعض إلى أن يبيع ضميره , إلا أن الأغلبية ظلت تربيتها واخلاقها وإنسانيتها مهيمنة على العقل حتى ترى من يتصرف تصرفا شاذا تتألم له وتنصحه , فيغير نفسه .
أما هذا الظرف مع كثرة الطبقية والانفتاح يشبه نوعا ما السابق مع التطور في ارتكاب الجريمة بحق النفس والمجتمع , نعم بعرف الانسانية وعاداتها من يأت بواحدة مما ذكرنا فهو مجرم , فكيف بعقوبته عند الموت؟
لا نتحدث بالوعد والوعيد في الكتب السماوية , ولا بما جاء به الأنبياء والرسل وأوصياؤهم , فالحديث بذلك مع من يدعي الالتزام , لننظر الى العلمانيين أو الملحدين ما مدى تمسكهم بالأخلاق والإنسانية ؟
في لقاء تلفزيوني مصور في كوريا الشمالية مع وفد فرنسي , سألت إحدى الممثلات الفرنسية ,شخصية كورية ثقافية في دولته لم أشاهد أفلام إباحية على تلفزيون كوريا لدينا في فرنسا تعرض هذه الأفلام ؟
أجابها وكانت معه سيدات من بلاده , وهذا نص أجابته : لدينا أطفال ومراهقون وأوقات استراحتهم يشاهدون التلفاز , لماذا نربيهم ونعلمهم العادات التي لا تناسب أعمارهم , ممنوع عرض السيئات في تعليم الأطفال .
والحكومة الكورية وأن كانت دكتاتورية وشعبها يعتنق الأفكار الالحادية , إلا أنهم يتمتعون بصفة الإنسانية في تعليم الأطفال .
وأتساءل عن مجتمعنا ما هي أفكاره , إسلامية , علمانية , شيوعية ؟
لنقل الثلاثة معا تحت مختصر ( أع ش) , لماذا لا نأخذ منها الفضائل ونربي الأبناء عليها؟